الاثنين، نوفمبر 29، 2010

تكنولوجيا إدارة المكتبات الإلكترونية

شهد العصر الحالي تطورات تقنية ضخمة ومتسارعة، في مجالات مختلفة، ومنها مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات، مما جعل العالم وحدة واحدة تتأثر وتتفاعل مع الأحداث، فأصبح لزاما على من يريد السير في هذا الركب الحضاري مواكبة الانفجار المعرفي الحاصل، والتقدم العلمي المتسارع. وهذا يتطلب بذل كل جهد وتسخير كل الإمكانات ونقل تقنيات ومعلومات تقود إلى إحداث نهضة علمية وتقنية شاملة.
لقد لعب التطور التقني دوراً كبيراً في بناء الحضارة الإنسانية الحديثة وكان السبب في كل التحولات الجذرية في جميع مجالات الإنتاج الذي هو الأساس الحاوي للحياة في المجتمع. كما أدت التقنية إلى تغيير المجتمعات التقليدية في الدولة الصناعية الحديثة إلى مجتمعات تقنية أثرت بدورها على السلوك الإنساني للأفراد وعلى الإدارة وعلى المجتمع.
"وبينما يصف البعض عصرنا الحاضر بعصر ما بعد الثورة الصناعية، يصفه البعض الآخر بعصر ثورة المعلومات. فمما لا شك فيه أن المعلومات من المصادر الأساسية ذات التأثير الواضح على جميع مجالات النشاط في العالم. كما تؤدي التطورات المتلاحقة في تقنية المعلومات إلى تحويل المجتمع الصناعي إلى مجتمع يدور في فلك المعلومات، ومن ثم فإن التنظيم المنهجي للمعرفة النظرية سوف يكون هو المصدر الأساسي لتوجيه وتشكيل بنية المجتمع في المستقبل.
 تكنولوجيا المعلومات
 
الصورة المعاصرة لتقنية المعلومات "تتكون من ثلاثة عناصر أساسية، وهي الحاسبات الإلكترونية بقدرتها الهائلة على الاختزان وسرعتها الفائقة في التجهيز والاسترجاع، وتقنيات الاتصالات بعيدة المدى بقدرتها الهائلة على تخطي الحواجز الجغرافية والمصغرات بكل أشكالها من فيلمية وضوئية، وبقدرتها الهائلة على توفير الحيز اللازم لاختزان الوثائق، فضلاً عن سهولة التداول والاستنساخ والاسترجاع.
لقد حقق الإنسان على مدى العصور الماضية تطوراً هائلاً في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وفى وجود البيئة الإلكترونية للمعلومات والتي ازدادت كماً وكيفاً بوجود شبكة الإنترنت انبثق منها عدة مصطلحات جديدة في جميع المجالات الحياتية، ومن بين المؤسسات التي استفادت من هذا التطور التقني الهائل المكتبات ومراكز المعلومات، ونتج عنه ظهور مسميات جديدة للمكتبة مثل المكتبة الإلكترونية Electronic Library، والمكتبة الافتراضية Virtual Library، والمكتبة بدون جدران Library without walls، إلا أن جمعية مكتبات البحث الأمريكية أشارت في تعريفها للمكتبات الرقمية إلى أن تلك المصطلحات هي مرادفات للمكتبة الرقمية Digital Librsries[3]، وقد ساد كل منها في فترة من فترات التطور التي شهدتها المكتبات بإدخال تقنية الحواسيب في المكتبات، واستخدمت بشكل تبادلي لكي تصف المفهوم الواسع للمكتبة الرقمية.
تحول المكتبة:-مع التحول الذي يشهده العالم المتقدم وانتقاله من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعلومات، ظهرت حتمية التحكم في إنتاج المعلومات، ومعالجتها، ومحاولة الاستفادة منها. فوقفت المكتبات بشتى أنواعها عاجزة عن توفير كل ما ينشر في اختصاصات الباحثين والإلمام بمستجدات بحوثهم العلمية. ومع ظهور تكنولوجيا البث والاتصال، استخدمت طريقة البحث على الخط المباشر. وبظهور الوسائط الضوئية، والمغناطيسية، والإلكترونية، فقد استخدمت تقنيات حديثة في المعالجة وبث المعلومات، ناهيك عن توفيرها للصورة والصوت.
ومما لا شك فيه أن هذه الثورة في المعلومات قد بدأت تهدد الأرصدة الورقية أو المطبوعة، حيث أصبحت لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من الإنتاج الفكري المنشور، وذلك نظرا لما توفره من سرعة في الحصول على المعلومات بأدق الكيفيات وبأقل التكـاليف. ويقـول النقاد إن ثورة المعلومات سوف لن تلغي المكتوب و إنما تغير في شكله، فالناس لن تقرأ جريدة مصنوعة من الورق، ولا كتابا ولا قاموسا مصنوعا بالورق، بعدما اصبح كل ذلك عبارة عن صفحات إلكترونية تقرأ على الشاشة بفضل تقنيات الكمبيوتر والأقراص المضغوطة.
وفي هذا الصدد يقول واندوب كريستين Christian Wandendope، عضو في جمعية الحدود الإلكترونية: "إن النصوص الموجهة للقراءات الجارية ستكون على وسائط رقمية كما هو الحال في البريد الإلكتروني ونشاطات القراءة على صفحات الويب (WEB)، والكتاب الإلكتروني سيعجل في التغيير من الورقي إلى الرقمي،"[4] وبدون شك فإن حصة الورق في نشاطاتنا القرائية اليومية ستنخفض عما كانت عليه بالأمس، الأمر الذي يتطلب من القائمين على المكتبات التنبه إلى ذلك مع أهمية الحفاظ على الكتاب الورقي وتطويره.
الكتاب أو عصر الأوعية الورقية إلى أين؟في عام 1982 توقع "الأستاذ الدكتور سعد الهجرسي" بأن عصر الأوعية الورقية لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، وفي عام 1990 أكد للمرة الثانية تلك التوقعات[5]، والأسباب التي دفعته إلى التصريح بهذه الرؤية، هي: الارتفاع المستمر في تكاليف الأوعية الورقية، مقابل الانخفاض المستمر في أسعار الأوعية غير التقليدية – الحيز والفراغ الكبير الذي تتطلبه الأوعية التقليدية عند الاختزان – التلف الذي يلحق الأوعية الورقية بسبب نسبة الحموضة في صناعة ومنتجات الأوراق الحديثة – التطور الهائل المذهل والمتواصل في تكنولوجيا الأوعية غير التقليدية – كما يفيد "الدكتور الهجرسي" بأن التنبؤ المتوازن بالنسبة لهذه القضية يتلخص في أن بنوك المعلومات، وما تمثله من أنماط حديثة للاختزان والإتاحة، ستشارك الكتب وما تمثله من الأنماط المطبوعة، بدرجات متفاوتة بحسب التقدم الحضاري العام في المجتمع، وبحسب الوظيفة القرائية للوعاء الذي يتم تحويله، فيزداد نصيب بنوك المعلومات في المجتمعات المتقدمة وفي الأوعية المرجعية.
"يؤكد كيست Kist بدوره، أن الأعمال المطبوعة تتمتع بقوة متأصلة بها، تمكنها أن تؤمن دورها على مسرح النشر في المستقبل ولعقود قادمة"[6]، فالكتب والدوريات وغيرها من المطبوعات تتوافر فيها الصفات والسمات الآتية: محمولة، حافظة، آمنة، محسوسة، سهل التكيف معها، لها هويتها الخاصة وشخصيتها المميزة، الانفراد بشكل وهيئة متميزة.
حالياً تتفوق كفة أوعية الوسائط المتعددة على كفة الأوعية المطبوعة في ميزان وسائل الاتصال، إن أوعية الوسائط المتعددة تتوافر فيها كافة عناصر إنتاج وسائل الاتصال مثل:-
          الرموز اللفظية: الرموز الكتابية وأنماطها وأشكالها المتطورة.
الرموز التصويرية: النقوش والرسوم والأساليب المماثلة، وتتضمن أيضاً الصورة الصوتية في تسجيل الحدث.
اللون: الذي يلقي الضوء على الرموز اللفظية، ويبرز المظاهر الحية في رسمها.
          الصوت: نسخ وانتقال الأصوات والموسيقى.
الحركة: بث الصور والرسوم المتحركة، أو حركة الأشخاص.
بل أن الوسائط المتعددة تضيف ميزة أخرى بأنها تعمل على الحاسوب، الذي يمكن استغلاله في أغراض أخرى متعددة.
وهكذا فإن المكتبات بدأت تتغير وأصبح لها دور حيوي في هذا العصر الإلكتروني ورسالتها في اختيار وتخزين وتنظيم ونشر المعلومات أصبحت ذات أهمية كبيرة، لذا فإن طريقة تنفيذ هذه الرسالة أو المهمة يجب أن تتغير بصورة فاعلية، فيما إذا أريد لهذه المكتبات مواصلة الحياة[7].
ولقد أوجدت المؤسسات الكبرى ذات الأعمال الواسعة في التجارة والصناعة والمصارف والنفط وغيرها مكتبة العمل ( Business Library ) وسخرتها لخدمة أعمالها وفقاً لتخصصها العام وحققت منها فوائد عديدة.
نظرة مستقبليةإن طموحات مشغلي نظم المعلومات في العالم تتمثل في تحويل المعلومات المتاحة لديها – الأوعية التقليدية من كتب ومراجع ودوريات -  إلى الشكل اللازم، ليتم استرجاعها من خلال شبكة المعلومات الدولية (Web)، ونشرها عبر الانترنت.
وفي دراسات عديدة حول اتساع استخدام الوسائط المتعددة، وتفضيل المستخدمين لها بسب ميزاتها وقصور بعض الطرق المستخدمة مسبقاً، برزت عدة أسباب منها:-
1.اتساع دائرة انتشار الندوات الفيدوية بفضل تراجع أسعار معدات هذه الندوات.
2.عدم تحقق الآمال المعلقة على توزيع برامج الفيديو والألعاب عبر الشبكات بسبب تعدد الأنظمة وعدم توافقيتها.
3.فشل تجربة التلفزيون التفاعلي، لتميز الحاسوب التفاعلي، وذلك بالنظر إلى الطبيعة الخاصة لأجهزة التلفزيون المصممة، لتكون وسيلة للمشاهدة وحسب.
4.انتشار الصحف الإلكترونية التي تنشر عبر شبكة الانترنت.
تعريف المكتبة الرقمية
 من أبرز تعريفات المكتبة الرقمية ما قدمه مجلس المكتبات وموارد المعلومات CLIR[8]، "وهي عبارة عن مؤسسات توفر الموارد المعلوماتية التي تشمل الكادر المتخصص، لاختيار وبناء المجموعات الرقمية ومعالجتها وتوزيعها وحفظها، وضمان استمراريتها وانسيابها وتوفيرها بطريقة سهلة واقتصادية لجمهور من المستفيدين" [9].
ويعرف محمد فتحي عبد الهادي المكتبة الرقمية بأنها : " تلك المكتبة التي تقتني مصادر معلومات رقمية، سواء المنتجة أصلاً في شكل رقمي أو التي تم تحويلها إلى الشكل الرقمي، وتجري عمليات ضبطها ببليوجرافيا باستخدام نظام آلي، ويتاح الولوج إليها عن طريق شبكة حواسيب سواء كانت محلية أو موسعة أو عبر شبكة الإنترنت" [10].

1.6 - وهناك أربع سمات تميز المكتبة الرقمية وهي:-
1- إدارة مصادر المعلومات آلياً.
2- تقديم الخدمة للباحث من خلال قنوات إلكترونية.
3- قدرة العاملين بالمكتبة الرقمية على التدخل في التعامل الإلكتروني في حالة طلب المستفيد.
4- القدرة على اختزان وتنظيم ونقل المعلومات إلى الباحث منها من خلال قنوات إلكترونية[11].

ومن خلال تعريف المكتبة الرقمية وعرض سماتها نستنتج أن الإنترنت تعد هي البيئة المثالية لاحتضان وإتاحة الدخول إلى المكتبات الرقمية التي تقوم بتوفير أوعية ومصادر المعلومات على وسائط رقمية مخزنة في قواعد معلومات مرتبطة بشبكة الإنترنت، بحيث تتيح للمستفيدين الاطلاع والحصول على هذه الأوعية من خلال نهايات طرفية مرتبطة بقواعد المعلومات الخاصة بالمكتبة، وبهذه الطريقة تتيح للمستفيدين الاطلاع والحصول على أوعية ومصادر المعلومات في أي وقت، ومن أي مكان تتوفر فيه نهايات طرفية مرتبطة بتلك القواعد المعلوماتية[12].
ومن أهم العوامل الرئيسية التي تساهم في إيصال خدمات المكتبات الرقمية إلى قطاع واسع من المستفيدين إنشاء وتصميم موقع للمكتبة على شبكة الإنترنت بقالب تفاعلي جذاب يقبل عليه طالبو المعرفة، وبشكل تحفيزي.
2.6- وتتمثل خدمات المكتبة الرقمية في ثلاثة بنود رئيسية وهي:-
-  فهرس المكتبة العام، والاتصال بخدماته كطلبات الإعارة.
- مجموعة المحتويات الرقمية مثل قواعد المعلومات والكتب والمجلات الرقمية.
- الخدمات التفاعلية مثل الدعم الفني والإجابة على الاستفسارات والإحاطة الجارية والأخبار وغيره.

3.6- ومن أهم شروط الولوج للمكتبة الرقمية والتمتع بخدماتها توفر ما يلي :-
1-  إمكانية النفاذ إلى حاسوب ووجود خط هاتف ومحول مودم.
2- الارتباط بشبكة الإنترنت، أي وجود مزودين لخدمات الإنترنت.
3- معرفة مواقع المكتبات الرقمية وعناوينها وأرصدتها[13].

4.6- متطلبات إنشاء المكتبة الرقمية:-
ليتم إنشاء مكتبة رقمية لابد من المرور بعدة مراحل من أهمها إدخال المعلوماتية في الوظائف الرئيسية للمكتبة التقليدية، وتشمل التزويد والفهرسة والإعارة وغيره، وحوسبة أغلب إجراءاتها ثم رقمنة ( ( Digitalization محتويات المجموعات النصية وتحويلها إلى أشكال جذابة وصور متحركة، ومن أهم متطلبات إنشاء المكتبة الرقمية ما يلي :
1- احتياجات قانونية وتنظيمية إذ يتعين على المكتبة عند تحويل موادها النصية من تقارير وبحوث ومقالات وغيرها إلى أشكال يمكن قراءتها ألياً الحصول على إذن خاص من صاحب الحق عملاً بقوانين حقوق الطبع والملكية الفكرية.
2- أجهزة خاصة لربط المكتبة بشبكة اتصالات داخلية وشبكة الإنترنت العالمية.
3- أجهزة تقنية خاصة بتحويل مجموعات المكتبة من تقليدية إلى رقمية، وأجهزة حاسوب وملحقاته المختلفة، وطابعات ليزرية متطورة، وماسحات ضوئية، وأجهزة تصوير.
4- برمجيات ( Software ) وبروتوكولات لربط نظم استرجاع المعلومات على الخط.
5-  الاشتراك في الدوريات الإلكترونية، حيث يتم ربط المكتبة بالناشر أو مقدم الخدمة برقم النطاق ( IP Address ).
6-  الربط بين موقع الدوريات الإلكترونية والدوريات التي يحتويها نظام الفهرس الآلي في المكتبة، وكتابة الحواشي الخاصة بموقع الدوريات الإلكترونية.
7-  كوادر بشرية فنية مؤهلة وقادرة على التعامل مع هذه التقنيات الحديثة.
8-  الدعم المالي القوي الذي يساعد على تنفيذ المشروع  وتشغيله.


5.6- مشاكل التحول إلى المكتبة الرقمية وسبل تذليلها:-
إن التحول من الشكل التقليدي للمكتبة إلى الشكل الإلكتروني يواجه العديد من المشاكل المتعلقة بالأمور التقنية والقانونية والمادية، ومن أهم تلك العقبات والمشاكل ما يلي :
1.      التكاليف المادية المرتفعة لمصادر المعلومات الرقمية.
2.      التكاليف الباهظة للتجهيزات التقنية اللازمة للتحول الرقمي.
3.      الصياغة القانونية للعقود مع مزودي المعلومات، عند اقتناء قواعد البيانات أو مصادر المعلومات الرقمية.
4.      حماية حقوق النشر والملكية الفكرية.
5.      عدم الوعي لدى المستفيدين بأهمية الاستفادة من التقنية الحديثة[14].
وبرغم من هذه المشاكل إلا أنه يمكن تفادي بعضها، وذلك بدراسة تجارب بعض المكتبات العامة والمتخصصة العربية والدولية في مجال التحول الرقمي، والاستفادة من الخبرات في المجال، للتعرف على كيفية التغلب على تلك الصعوبات التي واجهتهم.
ومن حيث عدم الوعي الكافي بمكاسب التحول الرقمي التي ستعود على المستفيدين أنفسهم، هنا يتطلب الأمر تدريب المستخدم أو الباحث على كيفية استخدام مصادر المعلومات المتاحة في المكتبة للوصول إلى المعلومات المطلوبة، ولتحقيق ذلك يتطلب الأمر التركيز على الأجيال الناشئة من خلال المؤسسات التعليمية لتعليمهم كيفية استخدام الحاسوب وتطبيقاته، والتعامل مع شبكة الإنترنت وبرامج التصفح المختلفة[15].
 المقترحات
 
فكرة المقترح هي امتداد إلى ما نسميه المكتبات الرقمية التي بدأت مع فكرة Vannenar Bush  لنظام Memex عام 1945، واستمرت في التطور مع كل تقدم في تكنولوجيا المعلومات. حيث تركز المفهوم مع استخدام الحاسبات في بناء قواعد البيانات الببليوجرافية الكبيرة، الآن يعرف بأنظمة الإتاحة العامة والاسترجاع على الخط المباشر والتي تكون جزءاً من أي مكتبة معاصرة. عندما اتصلت الحاسبات بشبكات كبيرة تشكلت الإنترنت، فإن المفهوم تتطور مرة ثانية، والبحث تحول إلى خلق مكتبات من معلومات رقمية والتي يمكن أن تتاح إلى أي شخص من أي مكان في العالم.[16]  للحصول على المعلومات أو الانخراط في التدريب التفاعلي.


قطاع المعلومات كما بينه العالم "ماكلوب – Machlup"، يضم خمسة أقسام رئيسية لصناعات المعرفة وهي (التعليم، البحوث، التنمية، وسائل الإعلام والاتصال، آلات المعلومات وخدمات المعلومات)،


 تنادي الورقة بتأسيس المكتبة الرقمية ، مسخرة كل الطاقات البشرية والخبرات في قطاع التعليم وقطاعات البحث العلمي والتنمية والتطوير، تكون هذه المكتبة وفروعها بيئة لتقديم الخدمات التالية :
 منبراً للتعليم المتواصل،
التدريب الفعال
تلبية احتياجات المستفيدين من المعلومات التي يبحثون عنها،
تقديم برامج التدريب التفاعلي كلما أمكن ذلك، من مساكنهم أو أماكن عملهم
ربط المستفيد بالخدمات حيثما وجدت، عن طريق شبكات الانترنت، - حيث تحتسب الورقة المكتبة هي الوعائي الرئيسي للمعلومات والبيئة هي الانترنت والوسط أو الوعاء هو الوسائط المتعددة Multimedia-.
نجد أن المكتبات العامة تلعب دورها الهام في نشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع، إضافة للدور الذي تقدمه مكتبة المؤسسة التعليمية والتدريبية، بذلك تتناول المكتبة الرقمية تلك الفئة التي تتواجد خارج حدود المؤسسات التعليمية، والمراكز التدريبية.

1.7- هيكلية ومكونات المكتبة الرقمية:-
1.    المكتبة الافتراضية - الرقمية[17]، بحيث تشمل الوحدات التالية:-
-  وحدة إنتاج الدروس (العرض المرئي – Video courses) خدمة مشروع إنتاج الكتاب الإلكتروني. ((هناك مقترح بالخصوص مقدم من الأخت م. فهيمة الهادي الشكشوكي بخصوص مشروع انتاج الكتاب الإلكتروني معتمد ، التقرير التفصيلي تحت الإعداد))
-  وحدة المكتبة الإلكترونية (التوثيق الإلكتروني والاسترجاع).
-  وحدة طباعة الدروس التعليمية، والتدريبية.
-  وحدة دروس العرض المرئي Video courses
-  وحدة دروس العرض المباشر Visio conference courses


والتي تعتمد على تقنيات الحاسوب والإنترنت، وتشمل :-
1. مكتبة المطبوعات ( المراجع، الموسوعات، الوثائق، الخرائط).
2. مكتبة الوسائط، الأشرطة المرئية، الاسطوانات المكتنزة، وتسجيلات الحلقات الدراسية المنقولة ( Video courses , CD…. Videotape)
3. مكتبة الشبكة:-
للقيام بعرض الدروس التفاعلية، والدورات التدريبية عن طريق :
·  وحدة إدارة الدروس الموثقة.
·  الإنترانيت / الايترنت.( الشبكة الداخلية للمعلومات)
·  الإنترنت ( الشبكة العالمية للمعلومات)


2.7- إعداد وتأهيل القوى العاملة لإدارة المكتبة الرقمية:-
لإدارة المكتبة الرقمية  يتطلب تأهيل كوادر فنية متخصصة في مجال المكتبات وعلم المعلومات والتوثيق، قادرة على تطبيق القواعد والأنظمة المتبعة المعمول بها عالمياً، قادرة على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في هذا المجال، وإيجاد آلية من شأنها أن تمكن المختصين في مجال المكتبات والمعلومات من مواكبة التطورات العملية والتقنية في تقديم الخدمات المعلوماتية.


1.2.7- دور ومواصفات أخصائي المكتبة  الرقمية:-
لقد أصبح هناك مؤشران يوضحان دور الأخصائي (باحث المكتبات) المؤشر الأول يشير إلى تضاؤل أو محدودية دور أمين المكتبة في ظل تأثير التقنيات الحديثة المتراكمة ويشير المؤشر الثاني إلى تأييد دور باحثي المكتبات والمعلومات واستمرارية الدور المنوط به.
المؤشر الأول: الخاص بتضاؤل دور المكتبي"  الأخصائي يستند إلى التقنيات الحديثة باعتبارها أضافت متغيراً جديداً وبعداً آخر للبنية أو التوسط المعلوماتى (Information MEDITATING) فالمعلومات على الخط المباشر وعلى الشبكة العنكبوتية، أصبحت داخل وخارج المكتبة وباستطاعة المتصفح على الحاسب أن يكسر حاجز الوصول إلى المعلومات، عن طريق النفاذ أو الوصول إلى شبكات المعلومات البعيدة بل والقدرة على اقتناء هذه المعلومات باستخدام الوسائط الإلكترونية، ويتناقص دور المكتبي أمام تناقص "الأمية المعلوماتية"
المؤشر الثاني: يؤيد استمرارية احتفاظ المهني بدوره ومكانته مشيرًا إلى أن الدور المنوط بالمكتبي يمثل حلقة وصل بين المستفيدين وبين المعلومات. لقد تغيرت مهام ووظائف أمين المكتبة الإلكترونية من أداء الوظائف التقليدية إلى مهام استشاري معلومات، ومدير معلومات، وموجه أبحاث، ووسيط معلومات للقيام بعمليات معالجة المعلومات وتفسيرها وترجمتها وتحليلها، وإتقان مهارات الاتصال للإجابة عن أسِئلة المستفيدين، وكذلك الارتباط ببنوك وشبكات المعلومات وممارسة تدريب المستفيدين على استخدام النظم والشبكات المتطورة، وتسهيل مهمات الباحثين.


وكذلك ترى الورقة أن المكتبة ستزيد الطلب على اختصاصي المعلومات ذي الخبرة والمعرفة. والدور المناط به يتمثل في:-
1-  استشاري معلومات يعمل على مساعدة المستفيدين وتوجيههم إلى بنوك ومصادر معلومات أكثر استجابة لاحتياجاتهم.
2-  تدريب المستفيدين على استخدام المصادر والنظم الإلكترونية.
3-  تحليل المعلومات وتقديمها للمستفيدين.
4-  إنشاء ملفات بحث وتقديمها عند الطلب للباحثين والدارسين.
5-  إنشاء ملفات معلومات شخصية وتقديمها عند الحاجة.
6-  البحث في مصادر غير معروفة للمستفيد وتقديم نتائج البحث.
7-  مساعدة المستفيد في استثمار شبكة الإنترنت وقدراتها الضخمة في الحصول على المعلومات، والوصول إلى مراكز التدريب الإلكترونية.


ومثل هذه المهام تتطلب إعداداً خاصاً لاكتساب مهارات معينة في مواجهة التطورات السريعة والمذهلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتقديم خدمات شاملة ومتجددة تتماشى مع روح العصر وثورة المعلومات. ولكي تقوم المكتبة الرقمية بوظائفها لا بد أن يعمل بها أمناء مكتبات متفرغون حيث يتم اختيارهم وانتقاؤهم حسب المواصفات والمؤهلات المطلوبة. مع الحرص على وضع برامج  تعليم وتدريب لهؤلاء الأمناء بحيث يتم تأهيلهم فنيا وتربويا للتعامل مع المستفيدين الذين يترددون على المكتبة الرقمية.
يتطلب من تم اختياره أو توجيهه للعمل في المكتبة الرقمية ( الرئيسية أو الفرعية)، كموظف مختص أو ما يلي:-
أ-  الموظف المختص: يجب أن يكون حاصلاً على شهادة في المكتبات والمعلومات سواء (الدراسات العليا أو البكالوريوس أو الدبلوم العالي في المكتبات).
ب – الموظف المعاون: إن من يتم اختياره مع عدم توفر الشرط السابق يجب أن يكون على الأقل حاصلاً على دورة تدريبية في المكتبات وضرورة أن يكون حاصلاً على بكالوريوس ويفضل أن يكون في مجال الإدارة.
جـ - يتطلب أن يحسن كل من الموظف المختص، والموظف المعاون، استخدام الحاسب الآلي.
د - أن يتحليا بالصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة. لاسيما كونهما يستقبلان جمهورا مختلف الطباع.
هـ - أن يكونا قادرين على بناء علاقات إنسانية مع الآخرين.
و - أن يكونا محبي للاطلاع ومثقفين، ليقدما المساعدة لمن يطلبها.


2.2.7- جانب من المسميات الوظيفية للعاملين بالمكتبة الرقمية:-
1-  مفهرس مواقع
2-  مدير موقع المكتبة
3-  أخصائي خدمات رقمية
4-  أخصائي دليل بحث المكتبة
5-  مرشد تدريبي
6-  محلل معلومات


3.7- محتويات المكتبة بنوعيها الورقي والإلكتروني:-

أولاَ :- الكتب  ( الورقية منها والإلكترونية):-
·        دوائر المعارف والموسوعات Encyclopedias، بنوعيها العام والخاص
·        المعاجم اللغوية :  Dictionaries
·         معاجم التراجم :   Biographical Dictionaries
·        الأطالس ومعاجم البلدان :  Atlases and Gazetteers
·        الكتب السنوية ( الحوليات)  Year book
·        الإحصائيات :  Statistics
·        الأدلة :  Directories
·        الخرائط
المراجع الورقية والإلكترونية
•الببليوجرافيات
•الكشافات
•المستخلصات
•الدوريات :-  Periodicals
•الكتيبات والنشرات  Book lets and pamphlets
•الرسائل ووقائع المؤتمرات
•القصاصات :   Clippings or cuttings
 
ثانياً :- المصادر غير المطبوعة.
أ/ المصادر البصرية :   Visual media
الشرائح Slides، الشرائح الفيلمية Filmstrips،  الشفافيات Transparencies.
ب/ المواد السمعية: الأقراص ( الأسطوانات  Discs, Records )، الأشرطة الصوتية ( Sound taps)
ج/ المواد السمعية البصرية  Audio visual Media

4.7- العمليات:-
العمليات الفنية والخدمات
1- الفهرسة :-
·        فهرسة عبر برامج آلية
·        فهرسة آلية عبر التدخل البشرى
·        الفهرسة الآلية عبر النسخ
2- الخدمات:-
·        إعارة إلكترونية محددة المدة
·        تحميل Downloading
·        نسخ Copying
·        قراءة مباشرة Online Reading
3- التعليم* والتدريب (المجاني والمدفوع) :-
·        التعليم التفاعلي المفتوح
·        التعليم المستمر
·        التدريب التفاعلي
"*وهناك عدة جهات متخصصة تنتج برمجيات لتصميم نظم خاصة للبرمجة التلقائية في حقل التعليم بحيث يسهل على معلمي المدارس والكليات إعداد وتقديم دروس مختلفة لطلابهم، ومن هذه الدروس التدريب أو عرض مادة جديدة أو إجراء اختبار، أو محاكاة لواقع محدد أو غير ذلك من الأنشطة القائمة داخل الفصل، مما يسهل ويساعد على استخدام وانتشار الحاسوب في المدارس. ويستخدم لهذا الغرض برامج تسمى: COMPUTER ASSISTED INSTRUCTION , CAI، 


كاتب الموضوع/
م. فهيمة الهادي الشكشوكي
المركز الوطني لتخطيط التعليم والتدريب / الجماهيرية العظمى




الأهمية التربوية للمكتبات المدرسية .

تعتبر المكتبة المدرسية من المرافق الحيوية التي تقوم بدو الشريان النابض في المدرسة ، وذلك بتوفيرها المصادر التعليمية التي يعتمد عليها المتعلمين والتربويين ، وكلما تطور التعلم ورفعت كفاءته الداخلية والخارجية برز دور المكتبة في الإسهام في تحقيق هذا التطور وذلك عن طريق خدماتها وأنشطتها المتنوعة .
* وتتميز المكتبة المدرسية عن بقية المكتبات الأخرى المتوافرة في المجتمع بكثرة عددها وسعة انتشارها بالإضافة إلى أنها أول ما يقابل القارئ في حياته العلمية وكذلك المهارات التي يكتسبها من المكتبة المدرسية تؤثر على مدى الانتفاع بالخدمات المتوافرة في المكتبات الأخرى مثل الجامعية والمتخصصة وغيرها .
* وعلى ذلك يمكن القول بأن المكتبة المدرسية يقع عليها عبء تكوين المجتمع القارئ الذي يقود الحياة الثقافية والأدبية والعلمية في المستقبل .
* كما تتمثل أهمية المكتبة المدرسية في كونها وسيلة من أهم الوسائل التي يستعين بها النظام التعليمي في التغلب على كثير من المشكلات التعليمية التي تنتج عن المتغيرات التي طرأت على الصعيدين الدولي والمحلي كالتطوير التكنولوجي والاكتشافات العلمية وتطور وسائل الاتصال التي يسّرت نقل المعرفة والثقافة والمعلومات بين الأمم والشعوب .

* ـ كيفية تطوير المكتبات المدرسية :
* إن من المعوقات الأساسية التي تحول دون قيام المكتبات المدرسية بوظائفها في التعليم والتثقيف هو افتقارها إلى المقومات الأساسية التي تجعلها تقوم بهذا الدور المناط إليها إذ أنها تواجه العديد من الصعوبات والمشكلات المتداخلة والمتشعبة التي تتطلب حلولا جذرية .
* وسنتناول العديد من المشكلات التي تعوق المكتبات المدرسية وتحول دون قيامها بدورها وعند ذكرنا لهذه المشكلات فإن على القارئ أن يفهم أن حّل هذه المشكلة في حد ذاته يعتبر أسلوبا من أساليب تطوير المكتبات المدرسية إذا ما تم التغلب عليه .

* ـ الاحتياجات الأساسية للتطور والتطوير :
* إن على من يرغب في تطوير المكتبات المدرسية وتذليل الصعوبات التي تواجهها في إنجاز رسالتها ومهمتها المنوطة بها أن يضع في حسبانه العديد من النقاط الأساسية ، ونذكر منها :
** أولا : الخطط الوزارية :
* من الضروري أن تضع وزارة التربية والتعليم خطط ومشاريع تكفل تأكيد أهمية المكتبة المدرسية مع توفير الاحتياجات اللازمة لها.

** ثانيا : تقوية إدارة المكتبات وتطويرها :
* وهذا العنصر يعتبر من أهم العناصر بعد العنصر السابق إذ أن عليه يتحتم نجاح المكتبات المدرسية أو فشلها في أداء وتحقيق رسالتها إذ أن الإدارة تعتبر الأساس والعقل المدبر الذي يلقى على عاتقه المسؤولية المباشرة عنها.
* ـ وتوجد هناك بعض الأساسيات التي يجب على هذه الإدارات أخذها بعين الاعتبار ومنها :
2/1 – تنظيم العمل وتقسيمه بإنشاء إدارات وأقسام فرعية كافية مع تحديد مسؤولية كل قسم من هذه الأقسام .
2/2 - تزويد كل إدارة بعدد كاف من الموظفين المؤهلين من مكتبيين وتربويين وأخصائي وسائل سمعية وبصرية.
2/3 – منح هذا الإدارات صلاحيات قوية في كل المسائل المرتبطة بالمكتبات المدرسية بحيث يكون لها الحق في اختيار وتعيين أمناء مكتبات وتكون المسؤولة عن وضع الأنظمة والمعايير اللازمة لمباني المكتبات وتأثيثها.
2/4 - تعمل كل إدارة على وضع خطط دقيقة لهندسة مركزية تشمل كل المكتبات القائمة .
2/5 - تطوير أساليب العمل كاستخدام الحاسوب لتكوين فهارس موحدة، وإذا أمكن تزويد كل مكتب بجهاز حاسوب يربط في شبكة معلومات متكاملة.

** ثالثا : المناهج وطرق التدريس .
* يجب أن تتوافق المناهج الدارسية مع هذا الانفجار المعرفي في عصر تكنولوجيا المعلومات وذلك بأن تتيح للطالب المجال لاستخدام قدراته ونشاطه الذاتي لاكتساب المعرفة والمهارات عن طريق التعلم الذاتي بالإضافة إلى ذلك فإن هناك العديد من العناصر التي يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار ومنها :
3/1- إدخال تعديلات على المناهج الدراسية بحيث تكون المكتبة عنصرا أساسيا في العملية التعليمية.
3/2- الاستعانة بمصادر التعلم الأخرى كالخرائط والوسائل التكنولوجية وعدم الاعتماد على الكتب الدراسية المقررة فقط.
3/3- تعديل اللوائح والأنظمة الخاصة بتقويم الطلاب بحيث تخصص درجات لنشاط الطالب المرتبط باستخدام المكتبة.
3/4- تأكيد المشرفين التربويين على الإدارة والمدرسين بتخصيص حصص أسبوعية للمكتبه .

** رابعاً : إدارة المدرسة .
* وذلك بالتأكيد على مدراء المدارس بتدعيم المكتبة وتقوية دورها في العملية التعليمية مع الحرص على رفع احتياجات المكتبة إلى الجهات المسؤولة، وكذلك يطلب من مديري المدارس عدم إشغال مبنى المكتبة بأي نشاط آخر يصرفها عن واجباتها وكذلك عدم تكليف أمين المكتبة بأي أعمال أخرى خارج المكتبة مثل الأعمال الإدارية أو التدريس أو شغل حصص الاحتياط .

** خامساً : تأهيل المدرسين .
* وذلك بما للمدرس من أهمية كبرى في توجيه التلاميذ إلى استخدام المكتبة وذلك لا يتم إلا بقناعة المدرس بهذه الأهمية وهذا الاقتناع لا يأتي إلا بتأهيل هؤلاء المدرسين أثناء تعليمهم في كليات التربية بوضع برامج تتحدث عن أهمية المكتبة التربوية في إنجاح العملية التعليمية ، وكذلك إدخال مادة خاصة عن المكتبة والبحث في هذه الكليات مع الاعتماد على التطبيق العملي .

** سادساً : معايير المكتبات ولوائحها .
* إذ إن لكل نشاط علمي أو ثقافي أو صناعي معايير (مواصفات ومقاييس) وهي التي تفيد في تسهيل تبادل المعلومات والسلع بالإضافة إلى الاطمئنان إلى مستوى الجودة والملاءمة وبطبيعة الحال فإن للمكتبات المدرسية معايير تنفرد بها ولكن لا يوجد في الدول العربية معايير خاصة بها في مجال المكتبات المدرسية لذا يتوجب عليها المثابرة والحث في إخراج معايير تتماشى وحاجات المكتبات المدرسية بالدول العربية وذلك عن طريق مكتب التربية العربي علي سبيل المثال أو غيره من المؤسسات المتخصصة في المجال.

** سابعاً : أمناء المكتبات .
* ولكي تقوم المكتبات المدرسية بوظائفها لا بد أن يعمل بها أمناء مكتبات متفرغين حيث يتم اختيارهم وانتقاءهم حسب المواصفات والمؤهلات المطلوبة بالتنسيق مع إدارة المكتبات ، مع الحرص على وضع برامج تعليم وتدريب لهؤلاء الأمناء بحيث يتم تأهيلهم فنيا وتربويا للتعامل مع المستفيدين الذين يترددون على المكتبة المدرسية.

** ثامناً : مباني المكتبات .
* من أبرز المشاكل التي تواجه تطور المكتبات المدرسية هي مشكلة المباني، ويمكن أن نطرح ذلك من خلال ما يلي :
1- الموقع : إذ إن أكثر المكتبات وجدت في مواقع غير ملائمة فنجد المكتبة مثلاً بعيدة عن الطلاب وكذلك نجدها أحيانا في مكان تكثر فيه الضوضاء والضجيج الذي يشتت ذهن القارئ كأن يكون المبنى قريب من مقصف المدرسة أو قريب من الملعب الرياضي أو قريب من الشارع العام ولذا يجب معالجة هذا الأمر لأن بحله تكون الإستفادة أكثر، ولا يكون ذلك إلا عن طريق التصاميم الأوليه للمدرسة بحيث يكون موقع المكتبة في الحسبان.
2- المساحة : إن الكثير من المكتبات المدرسية تفتقر إلى الأتساع في المساحة فالكثير منها إما أن يكون فصلاً دراسيا أو مخزنا تم تحويله إلى مكتبة .. فالمساحة ضرورية لكي تتمكن المكتبة من بث رسالتها وتحقيق أهدافها.
3- الإضاءة والتهوية : ويجب أن تصمم المكتبة بحيث تكون التهوية مناسبة وفقا للشروط الصحية وكذلك ضرورة وجود التكييف والإضاءة المناسبة مع مراعاة ظروف الأجواء التي بها رطوبة.

** تاسعاً : المقتنيات .
* تعتبر مجموعات المصادر التعليمية التي تقتنيها المكتبة المدرسية هي الركيزة الأساسية لتقديم الخدمة المكتبية على مستوى عال وفعال في محيط المجتمع المدرسي . ولابد من توفر سياسة مكتوبة تهدف إلى تنمية المجموعات والمقتنيات بالمكتبة المدرسية ويجب أن تهدف هذه السياسة إلى تحقيق هدفين أساسيين وهما :
- الحصول على المواد المناسبة لتكوين مجموعات المواد بالمكتبة وتطويرها لمقابلة متطلبات المناهج التعليمية واحتياجات المستفيدين.
- المحافظة على حداثة المعلومات والأجهزة عن طريق الحصول على المواد الجديدة بصفة مستمرة واستبعاد المواد الراكدة الغير مستخدمة.

* ـ وقد أصدرت الجمعية الأمريكية لأمناء المكتبات المدرسية (AASL) وثيقة مهنية بعنوان "سياسات وإجراءات اختيار المواد التعليمية" ويشمل بيان السياسة واهداف الاختيار وبيان إجراءاته .

المكتبات الرقمية ثورة في عصر المعلومات

نحن اليوم نعيش عصر الثورة المعلوماتية التي تركت بصماتها وآثارها الواضحة على كافة قطاعات المجتمع ومنها المكتبات التي لا يمكنها أن تتخلف عن روح العصر, ولا أن تنأى عن سماته وخصائصه ,ولابد لها أن تتغير بتغير هذه السمات والخصائص لأنها إحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية والعلمية والثقافية والتربوية لأبناء المجتمع.
     فالمكتبات في عصرنا الحاضر تعيش نقلة نوعية كبيرة تشكل تحولا مهما في شكلها وخدماتها وطبيعة المعلومات التي تقدمها والمستفيدين منها ,وأخذت تتحول من مكتبات تقليدية إلى مكتبات هجينة مختلطة(تجمع بين الشكل التقليدي والشكل الالكتروني الحديث)أوإلى مكتبات الكترونية ورقميةDigital
     وقد ظهرت العديد من المفاهيم والتعريفات والمسميات العصرية للمكتبة الرقمية وهذه المسميات:
- المكتبة الالكترونية  Electronic Library
- المكتبة المهيبرة أو المهجنة  Hybrid Library
- المكتبة الافتراضية  Virtual Library
- المكتبة السيبرانية  Library Cibrary
- مكتبة المستقبل  Library Of Future
- المكتبة الرقمية  Digital Library
- مكتبة بلا جدران  Library With Out Wall
- المكتبة المتاحة على الخط المباشر On-Line Library

     ورغم كثرة المصطلحات إلا أنه لم يستخدم منها سوى ثلاثة مصطلحات تعتبر الأكثر شيوعا وهي(المكتبة الالكترونية-المكتبة الافتراضية –المكتبة الرقمية).
ويقال إن نائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور هو من أشاع استخدام مصطلح المكتبة الرقمية Digital  .
     و المكتبة الرقمية أصبحت شكلا من أشكال المكتبة الحديثة التي تصل للناس في بيوتهم و أماكن عملهم أو في أي مكان يرغبونه في العالم , تاركين بذلك المكان الذي يحوي المصادر المخطوطة و المطبوعة و قاعات الاطلاع و الدراسة التقليدية , و ذلك من خلال الدخول على المكونات المسموح بها عبر النسيج الشبكي  www و التحول من المكتبة التقليدية إلى المكتبة الالكترونية أو الرقمية أضفى أبعادا كثيرة على كلمة مكتبة و ما نقصده بها , كما أبرز تحولا في طبيعة شكل هذه المكتبة و المدى الذي تصل فيه خدماتها و الإجراءات التي تحتاج القيام بها لتكون مكتبة عصرية يستفيد منها الطفل و البالغ على حد سواء .

مفهوم المكتبة الرقمية :

     يقصد بالمكتبة الرقمية هي تلك المكتبة التي تشكل المصادر الالكترونية أو الرقمية كل محتوياتها ولا تحتاج لمبنى يحويها وإنما لمجموعة من الخوادم Servers
وشبكة تربطها بالنهايات الطرفية للاستخدام.
     ويرى آرمز أن المكتبة الرقمية هي مجموعة منظمة من المعلومات تصحبها بعض الخدمات , حيث تكون المعلومات مخزنة في أشكال رقمية ومتاحة عبر إحدى الشبكات , وإن العنصر الحاسم في هذا التعريف هو أنها معلومات منظمة. ذلك أن تيارا من البيانات يتم إرساله إلى الأرض من أي قمر صناعي لا يمكن أن نعدها مكتبة إلا أن نفس هذه البيانات, عندما يتم تنظيمها بصورة منهجية, تصبح مكتبة رقميةDigital Library Collection
     من ناحية أخرى تتفاوت المكتبات الرقمية في حجمها من مكتبات بالغة الصغر إلى أخرى بالغة الضخامة, كما أنها يمكن أن تستخدم أي نوع من أجهزة الحاسبات وأي برمجيات ملائمة في هذا الصدد, وإن المحك الرئيسي هنا هو أن المعلومات منظمة على الحاسبات, ويتم إتاحتها عبر إحدى الشبكات, مع ما يصاحب ذلك من إجراءات اختيار مواد المعلومات وتنظيمها , وأرشفتها , وإتاحتها للمستفيدين .
     إن أحد أشمل التعريفات الخاصة بالمكتبة الرقمية جاء في دراسة شارلز أوبنهيم Oppenheim ودانيال سميشون Smithsonواتي تناولت المكتبة المهيبرة أو المهجنة حيث أكدا على أن المكتبة الرقمية هي خدمة معلومات تكون فيها كل مصادر المعلومات متاحة بشكل مجهز ومعالج عن طريق الحاسب الآلي, وتكون فيه الإجراءات الخاصة بالتزويد والتخزين والحفظ والاسترجاع والعرض والاستعراض والاستخدام عن طريق استخدام التقنيات الرقمية.ولقد بين كل من أوبنهيم وسميشون أن المكتبة الرقمية ليست حكرا على المعلومات في شكل نصوص وإنما حوت صورا متحركة وأشكالا رقمية أيضا.ويؤكدان على أن المصادر في المكتبات الرقمية يمكن أن تقسيمها إلى تلك التي صدرت بأشكال غير رقمية كالمخطوطات والمطبوعات والتي يمكن أن يتم تحويلها إلى الشكل الرقمي ويتم تداولها الكترونيا .

أسباب نشوء المكتبة الرقمية:

هناك عدد من الأسباب التي تدعو إلى إنشاء المكتبة الرقمية منها:
1-   الحاجة إلى تطوير الخدمات وتقديمها بشكل أسرع وأفضل.
2-   وجود تقنية مناسبة وبتكاليف مقبولة.
3-   وجود العديد من أوعية المعلومات بشكل رقمي ومتاح تجاريا
4-   انتشار الانترنت وتوفرها لدى العديد من المستفيدين


مميزات المكتبة الرقمية:

لاشك أن المكتبة الرقمية تتميز عن المكتبة التقليدية وتنفرد بخصائص وفوائد منها:
1- تكون السيطرة على أوعية المعلومات الالكترونية سهلة وأكثر دقة وفاعلية من حيث تنظيم البيانات وحفظها وتحديثها مما ينعكس على استرجاع الباحث لهذه البيانات والمعلومات.
2- يستفيد الباحث من إمكانات المكتبة الالكترونية عند استخدامه لبرمجيات معالجة النصوص , ولبرمجيات الترجمة الآلية عند توافرها , والبرامج الإحصائية , فضلا عن الإفادة من إمكانيات نظام النص المترابط والوسائل المتعددة.
3- إمكانية الحصول على المعلومات والخدمة عن بعد  وذلك بتخطي الحواجز المكانية والحدود بين الدول والأقاليم واختصار الجهد والوقت , وبإمكان الباحث أن يحصل على كل ذلك وهو في منزله أو مكتبه الخاص.
 4- يمكن البحث والاستعارة منها في كل الأوقات ومن على بعد.
5 – إمكانية الاستفادة من الموضوع ومطالعته من قبل عدد كبير من الباحثين  في وقت واحد.
6 – مواكبة التقدم التقني في العالم واستغلال وجود تسهيلات أكبر للوصول إلى شبكات المعلومات.
7 – تساعد في نشر الوعي الثقافي الرقمي وتشجيع الباحثين والمؤلفين على الاستفادة من الوسائط المتعددةMultimedia
8 – الخدمة ذاتية وبالتالي يقل العبء على المكتبة.
9 - - مساعدة المجتمعات القائمة في قطاعات البحث والتعليم , وتيسير إنشاء مجتمعات جديدة في تلك القطاعات.
إضافة إلى ذلك , فإن إنشاء المكتبات الرقمية ليس هدفا في حد ذاته وإنما تفيد هذه المكتبات في إدارة المصادر الرقمية , والتجارة الالكترونية , والنشر الالكتروني, والتدريس والتعلم, وغيرها من الأنشطة . لقد أصبحت المكتبات الرقمية مؤسسات رئيسية في عدد من المجالات المختلفة والمتنوعة, وتفيد بوصفها أداة رئيسية في توصيل المحتوى لأجل أغراض البحث العلمي , والعمل التجاري Commerceوالحفاظ على التراث الثقافي والتعريف به.

محاور البنية الأساسية للمكتبة الرقمية :

     تتلخص أهم محاور البنية الأساسية للمكتبة الرقمية فيما يلي :
1- تضم خدمات الأوعية الرقمية و خدمات إرشادية للأوعية الورقية .
2- إنشاء شبكة الكترونية تغطي احتياجات المكتبة , و بها خادم شبكة عالي الأداء .
3- تحديد أوعية المعلومات الرقمية المقترح التزود بها .
4- تحويل عمليات التزويد ( الكتب و الدوريات ) من الأسلوب اليدوي إلى الآلي
     لتتم المخاطبة الفورية مع الناشرين من خلال الشبكات الالكترونية .
5- إعداد فهرس آلي للاتصال المباشر يحتوي على جميع مقتنيات المكتبة التقليدية
     و غير التقليدية .
6- الإجراءات التنظيمية التي تكفل استخدام الباحثين و الدارسين للمكتبة الرقمية  بصورة فاعلة.              
7- الإجراءات التنظيمية التي تتيح للمؤسسات البحثية استخدام المكتبة الرقمية .
8- دراسة حاجة المستفيدين و تلبية طلباتهم وفق كثافة الإقبال على المقتنيات الرقمية
9- الاهتمام بحقوق الطبع .
10- الاهتمام بتثبيت برامج متخصصة في حماية النظام من الفيروسات و الاستخدام
       غير المرخص .
11- التحكم في إدارة المجموعات الرقمية بحكمة و اقتدار .
12- الربط الشبكي بين النظام و المكتبات و مراكز المعلومات ذات العلاقة في
       الداخل و الخارج .
13- الاهتمام بتدريب القوى العاملة للنهوض بقدراتهم الفنية , و متابعة تقدم مستوى
       أدائهم .
14- جدولة أسعار تقديم الخدمة بعد دراسة الخيارات و البدائل الأكثر مناسبة للمكتبة
      و المستفيدين .
15- تحليل الاستطلاعات الدورية لآراء المستفيدين فيما يختص بنوع الخدمة
   وأسلوب تقديمها من واقع إعداد استبيانات تعد خصيصا لهذا الغرض .

  أما المصادرالأساسية للمعلومات الرقمية فهي :
- مقتنيات المكتبة التي تم تحويلها إلى الصورة الرقمية.
- مجموعات البيانات المشتراة على الخط المباشر.
- مجموعات البيانات المشتراة على أقراص مكتنزة.
- المطبوعات الالكترونية ذات المقابل الورقي.
المطبوعات الالكترونية التي ليس لها مقابل ورقي.
الأعمال المرجعية الالكترونية التي تزداد بصفة مستمرة وليس لها مقابل ورقي.
الكتب الالكترونية.


نماذج مكتبات عالمية رقمية :
لقد اهتمت الدول المتقدمة والمنظمات الدولية والجامعات العالمية في السنوات الأخيرة بالمكتبات الرقمية,وعقدت لهذا الخصوص المؤتمرات العالمية كان أولهاالمؤتمر الدولي للمكتبة الرقمية في الصين عام 2005 ,كما أجريت العديد من الدراسات والأبحاث حول المكتبات الرقمية ومزاياها وفوائدها بالنسبة للفرد والمجتمع , وقد تمخض عن ذلك إنشاء العديد من المكتبات الرقمية على مستوى العالم منها:
- المكتبة الدولية الرقمية للأطفال((ICDL: ويشارك فيها أكثر من 45 دولة في العالم بكتب الأطفال يمثلون قارات العالم الستة, دون شروط أو قيود تمنع دولة أو تحول دون إتاحة الكتب التي شاركت بها طالما تتفق مع الشروط والمعايير التي يقرها المسؤولون عن المكتبة الدولية الرقمية للأطفال .
وتعد المكتبة الدولية الرقمية للأطفال عبارة عن مجموعة من صفحات الويب تتيح إمكانية البحث والاطلاع على مجموعة من الكتب دون مقابل للأطفال من سن 3سنوات إلى 13سنة, وللدارسين والمهتمين بمجال أدب الأطفال ,وقد أتيح موقع المكتبة على شبكة الانترنت منذ عام 2002بتمويل من قبل كل من مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية((NSF ومعهد خدمات المتاحف والمكتبات(MLS) وتوافر على تصميمه فريق كامل من الباحثين في جميع التخصصات بجامعة ميرلاند الأمريكية ومعمل التفاعل الإنساني الآلي HCI)  بجامعة ميرلاند وأرشيف الانترنت, إضافة إلى ستة أطفال تتراوح أعمارهم من7سنوات إلى11سنة يضمهم فريق العمل بهدف تطوير واجهات الحاسب التي تدعم البحث والتصفح.
وقد أنشئت المكتبة الدولية الرقمية للأطفال من أجل تحقيق عدة أهداف , إلى جانب كونها وسيلة من وسائل التواصل الحضاري بين ثقافات الدول المختلفة , وهذه الأهداف هي :
- اطلاع الأطفال على الكتب الالكترونية التي يرغبون في قراءتها والاستفادة منها في واجباتهم الدراسية وكذلك أغراضهم الترفيهية والثقافية.
- تغيير سبل الأطفال التقليدية في الحصول على المعرفة.
- مساعدة الأطفال على استيعاب التكنولوجيا الحديثة وتطوير مهاراتهم الإبداعية من خلال ربطهم بالمجموعات الرقمية , فالطفل الذي يتعود منذ الصغر على استخدام التكنولوجيا الحديثة سيصبح مستخدما أفضل لها في مراحل عمره المختلفة.
- إتاحة الكتب النادرة وغير المتوافرة للأطفال.
- مشاركة الأطفال والتعاون معهم في تطوير تكنولوجيا واجهات الاستخدام التي تدعم الأطفال في البحث والتصفح .
- تعميق مبادئ إدارة حقوق الطبع والنشر في ظل العصر الرقمي.

- المكتبة الرقمية في جامعة بال:أطلقت المكتبة الرقمية بجامعة بال الأمريكية مشروع الوصول المفتوح للمعلومات المدمجة على شبكة الانترنت والمعروف اختصارا أواسيس OACIS للشرق الأوسط , ويهدف المشروع لإتاحة قائمة موحدة بالدوريات والمجموعات الصادرة من الشرق الأوسط أو التي تتناوله بصورة مجانية كما يسعى إلى تحسين إمكان الوصول إلى مجموعات الشرق الأوسط في مكتبات الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والشرق الأوسط وإتاحة الأدبيات الأكاديمية عن الشرق الأوسط أمام الباحثين كافة.
وقد أطلق مشروع أواسيس عالميا في عام 2003 ويضم الآن 16 مشاركا من بينهم 11جامعة أمريكية وجامعة واحدة من كل من ألمانيا والأردن وسورية ولبنان , إضافة إلى مكتبة الإسكندرية في مصر . ويتعامل أواسيس بحوالي 42 لغة وتشكل اللغات :العربية والفارسية الأكثر استخداما بينها , ويشمل أكثر من 23 ألف مؤلف.
ودخلت مكتبة الاسكندرية في شراكة الكترونية مع مشروع أواسيس منذ شهر آب سنة2004, حيث أدمجت فهارسها مع المشروع وباتت تحدث فصليا منذ كانون الثاني عام 2005وعلى خط موازأدارت المكتبة مشروعا رقميا استكشافيا للمساعدة في التخطيط لبرنامج توصيل محتوى الدوريات والمقالات من خلال أواسيس مستقبلا
وتجري حاليا عمليات مسح ضوئي ومعالجة الكترونية وتصوير رقمي لمجموعات كبيرة من الكتب التي تحتويها مكتبتا الاسكندرية وجامعة , وتحديدا المؤلفات التي لاتخضع لحقوق الملكية الفكرية, وقد تم انجاز وضع 23 مجلدا في الشكل الرقمي.كما قامت مكتبة الاسكندرية بإنشاء نظام مؤتمت لتحميل سجلات مكتبة الاسكندرية والشركاء الآخرين على خادم شبكة المعلومات الخاص ب أواسيس
كما تم تصميم برنامج لتحديث فهرس المشروع بشكل مؤتمت أيضا , إضافة إلى صنع واجهة عربية للموقع.
من ناحية  أخرى فقد استضافت مكتبة الاسكندرية في شهر تشرين الثاني من عام2006 المؤتمر الدولي الثاني حول المكتبة الرقمية العالمية والذي عقد تحت شعار نحو بناء مكتبة رقمية عالمية لحفظ المعرفة الإنسانية وإتاحتها, وقد شكل هذا المؤتمر دعامة أساسية لانشاء المكتبة الرقمية العالمية التي ستكون بمثابة بوابة لدعم الابداع والوصول المجاني للمعرفة الإنسانية,كما يتضمن انشاؤها سلسلة من أعمال التوسيع المستمر فيها لكي تشمل الموارد المعرفية والرقمية كلها التي ينتجها الأطراف المشاركون فيها ضمن مشروع يحمل اسم مليون كتاب.

    

مشكلات المكتبة الرقمية:

     إن المكتبات الرقمية لا تخلو من بعض المشكلات , مثل التقادم التقني Technological Obsolescence على مستوى كل من المواد والبرمجيات, وضعف التحكم في المعلومات من قبل مالكي الحقوق الفكرية وصعوبة إدارة هذه الحقوق , والارتفاع النسبي في تكلفة إنشاء هذه المكتبات , ومشكلات التكامل بين المكتبات الرقمية المختلفة وبرمجيات الحلول Software Solutionsالمختلفة.
ومن المشكلات أيضا في هذا المجال الزيادة الهائلة في اقتناء البيانات والمعلومات وتمثيلها في أشكال رقمية متنوعة في الوقت الذي لازالت فيه أساليب الوصول إلى هذه المعلومات متخلفة وأقرب إلى النزعة الانطباعية , حيث لا يزال يعتمد معظمها على  كشافات الكلمات الدالة البسيطة , والاستفسارات ذات السمة العلائقية Relational queriesوعلى سبيل المثال , فإن أساليب البحث والاسترجاع تعود إلى سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين.وعلى حد قول أحد الخبراء في هذا المجال:
" نحن نحتاج إلى المزيد من التقنيات التي تساعد على البحث, فقد كرسنا الجهود في إنشاء المكتبات الرقمية, كرسناها  في تطوير الأدوات اللازمة لاستخدام هذه المكتبات بشكل فعال ".
     وبالرغم من ذلك , فإن كثيرا من التحديات التي تواجه إنشاء المكتبات الرقمية اليوم , هي تحديات اجتماعية واقتصادية وتشريعية أكثر منها تقنية.


                                 المراجع

1 – إيمان فوزي عمر وإيمان محمد محمود . – التواجد العربي بالمكتبة الدولية الرقمية للأطفال على شبكة الانترنت . – مجلة المعلوماتية . – ع20 (ديسمبر2007)
2 – حسن عواد السريحي وناريمان خالد حمبيشي . مبنى المكتبة الالكترونية :دراسة نظرية للمؤثرات والمتغيرات . –مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية . –مج6 ,ع2(اكتوبر2000 _مارس2001)
3 – خالد عزب .  إتاحة المجلات العلمية على موقع مكتبة الاسكندرية . – صحيفة الحياة . –ع15915(31/10/2006)
4 – عبد الرحمن فراج . مفاهيم أساسية في المكتبات الرقمية . مجلة المعلوماتية . ع10 (يونيو2004)
5 – مؤتمر دولي بالاسكندرية حول المكتبة الرقمية العالمية . – أحوال المعرفة . س11,ع45
(نوفمبر2006)
6 – مسفرة بنت دخيل الله الخثعمي . المكتبات الرقمية . – مجلة المعلوماتية . – ع10 (يونيو2004)
7 – موريس أبو السعد ميخائيل . النظم الرقمية وإسهاماتها في النهوض بخدمات المكتبات المتخصصة . – مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية . – مج6 ,ع2 (اكتوبر2000 –مارس2001)